وفقًا لوكالة أنباء شينخوا، بدأت الصين اعتبارًا من 9 يونيو في تطبيق سياسة تجريبية للإعفاء من التأشيرة من جانب واحد لحاملي جوازات السفر العادية من المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والكويت والبحرين. وبهذا، ارتفع عدد الدول المؤهلة للدخول إلى الصين بدون تأشيرة إلى 47 دولة. وأظهرت بيانات منصات السفر أنه في يوم الإعلان عن السياسة، ارتفع عدد عمليات البحث عن الرحلات من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين بنسبة 90%، وتصدر السعوديون قائمة الباحثين. وذكر العاملون في وكالات السياحة الوافدة في قوانغتشو أن الزوار من السعودية وغيرها من دول الشرق الأوسط يفضلون السفر جوًا إلى قوانغتشو للتسوق، وشراء المنتجات المحلية، وتذوق الطعام الصيني، وتجربة الطب الصيني التقليدي. كما أوضحت شركات الطيران أن قوانغتشو، باعتبارها مركزًا مهمًا للنقل والتجارة في الصين، تحظى بشهرة واسعة في الشرق الأوسط، ويختار العديد من الزوار الأجانب زيارتها لأغراض تجارية والاستمتاع بنمط الحياة القوانغتشوي.
زيادة بنسبة 235% في حجوزات السياحة الوافدة من السعودية في الربع الأول ومنتجات سياحة قوانغتشو تُطرح في الشرق الأوسط
اعتبارًا من 9 يونيو 2025 وحتى 8 يونيو 2026، يمكن لحاملي جوازات السفر العادية من المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والكويت والبحرين دخول الصين بدون تأشيرة لأغراض التجارة، السياحة، زيارة الأهل والأصدقاء، التبادل الثقافي، أو العبور لمدة لا تتجاوز 30 يومًا. وبالإضافة إلى الإمارات وقطر، اللتين تتمتعان بإعفاء متبادل من التأشيرات منذ عام 2018، أصبحت الصين الآن تُغطي جميع دول مجلس التعاون الخليجي بسياسة الإعفاء من التأشيرة.
تشير بيانات منصة “تريب.كوم” إلى أن عمليات البحث عن الرحلات الجوية إلى الصين من دول مجلس التعاون ارتفعت بنسبة 90% في يوم الإعلان عن السياسة، وتصدّر السعوديون قائمة الباحثين. وفي الربع الأول من هذا العام، تضاعفت حجوزات السياحة الوافدة على المنصة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفعت الحجوزات من السعودية بنسبة 235%. وقالت “تشين جينغ”، نائب رئيس مجموعة “تريب.كوم”، إن “سياسة الإعفاء من التأشيرة فتحت آخر كيلومتر في طريق السفر”، مشيرةً إلى أن استمرار تسهيل إجراءات التأشيرات سيوفر راحة مباشرة للزوار الأجانب في أداء الأعمال داخل الصين، وسيساهم أيضًا في تطوير مشاهد استهلاكية متنوعة تشمل السياحة والتجارب الثقافية.
ومع اتساع دائرة الدول التي تستفيد من الإعفاء من التأشيرة، تزداد حاجة عملاء الشرق الأوسط من رجال الأعمال والسياح لزيارة مقاطعة غوانغدونغ. وبالنظر إلى خصائص هذه المنطقة وتفضيلاتها، قامت شركة “قوانغ تشي لو” للسياحة بوضع منتجات مخصصة مصحوبة بفيديوهات وصور ترويجية عن غوانغدونغ للتسويق محليًا. ووفقًا لـ “شي شينشيانغ”، نائب المدير العام لقسم السياحة الوافدة بالشركة، فإن شركاءهم المحليين في الشرق الأوسط قد بدأوا بالفعل في بيع هذه المنتجات السياحية، والتي من المقرر أن تبدأ رحلاتها في أوائل شهر يوليو، وقد لاقت اهتمامًا كبيرًا خاصة من السعودية والبحرين.
تنفيذ سريع لسياسة “اشترِ واسترد فورًا” والسياح الأجانب يحبون التسوق في قوانغتشو
بفضل دعم السياسات، أظهرت السياحة الوافدة في قوانغتشو تأثيرًا مضاعفًا. ففي الربع الأول من عام 2025، استقبلت المدينة 1.187 مليون سائح دولي مبيت، بزيادة سنوية قدرها 11.7%. من بينهم، بلغ عدد الزوار الأجانب الذين قضوا الليلة في قوانغتشو 498 ألف شخص، بزيادة قدرها 31.0% مقارنة بالعام الماضي. ومؤخرًا، تم تطبيق سياسة “اشترِ واسترد فورًا” الخاصة باسترداد ضريبة المغادرة بسرعة في قوانغتشو، مع تحسين توزيع متاجر استرداد الضرائب، وتوسيع فئات المنتجات، مما ساهم في تعزيز إنفاق السياح الأجانب في المدينة.
كما أعرب العاملون في القطاع عن تفاؤلهم بهذه السياسة. وقال السيد بنغ، مدير مركز الترويج بالسوق في شركة السفر الدولية بمقاطعة غوانغدونغ: “الوضع الحالي للسياحة الوافدة ممتاز، وهناك المزيد من وكالات السفر الأجنبية التي تقوم بجولات استطلاعية في منطقة الخليج الكبرى.” وأشار إلى أن السياح الأجانب يحبون التسوق في قوانغتشو، خاصة في أسواق الجملة. كما نصح التجار المحليين بزيادة منتجاتهم من الحرف اليدوية المرتبطة بالتراث غير المادي، ومنتجات الإبداع الثقافي القوانغدونغي.

شركات الطيران الأجنبية متفائلة بشأن قوانغتشو وتخطط لتعزيز السعة التشغيلية في الوقت المناسب
أظهرت نتائج البحث على العديد من منصات السفر الإلكترونية أن السعودية، الكويت، والبحرين قد أطلقت جميعها رحلات جوية مباشرة إلى قوانغتشو. من بينها، تقوم الخطوط الجوية السعودية بتشغيل 6 رحلات مباشرة أسبوعيًا بين قوانغتشو ورياض وجدة، بمعدلات إشغال تُظهر تقلبًا موسميًا صحيًا مع استقرار عام. بالإضافة إلى ذلك، تُشغِّل الخطوط الجوية السعودية 4 رحلات أسبوعيًا بين بكين وكل من الرياض، جدة، ومدينة الدمام الاقتصادية شرق السعودية، مما يوفر جسرًا جويًا مريحًا لتعزيز التبادل التجاري والثقافي المتنامي بين البلدين.
صرحت السيدة ليانغ، مديرة المبيعات في الخطوط الجوية السعودية، للصحفيين: “منذ إعلان الحكومة الصينية عن سياسة الإعفاء من التأشيرة من جانب واحد لحاملي جوازات السفر العادية من السعودية، ظهرت ردود فعل إيجابية أولية في السوق، وقد لاحظنا بوادر واضحة لنمو محتمل في أعداد المسافرين. ومع استمرار حملات الترويج، من المتوقع أن يتم تعزيز هذا الاتجاه وتوسيعه.” وأضافت أن هذه الخطوة من شأنها أن تلهم المسافرين من الشرق الأوسط لاستكشاف قوانغتشو، المدينة التجارية التي تعود لآلاف السنين. وأوضحت أن الزوار من السعودية، بالإضافة إلى التزاماتهم التجارية والمهنية، أبدوا اهتمامًا كبيرًا بسحر قوانغتشو الحضري المتنوع، بما في ذلك تجارب التسوق الراقية، الثقافة الغذائية الأصيلة، المواقع الثقافية التاريخية، وتجارب الطب الصيني التقليدي. وأكدت أن الخطوط الجوية السعودية مستعدة تمامًا لاحتضان هذه الفرصة السوقية، وتخطط لزيادة عدد الرحلات خلال موسم الشتاء والربيع القادم، مع تعزيز السعة التشغيلية خلال الفعاليات التجارية الكبرى مثل معرض كانتون.