في الفترة من 26 إلى 27 مايو 2025، نظمت سفارة الصين في دولة الإمارات، والمركز الثقافي الصيني في الإمارات، ومتحف القصر الإمبراطوري (المدينة المحرّمة)، والمركز الصيني للتبادل الثقافي الدولي، بالتعاون مع “مشروع مائة مدرسة لتعليم اللغة الصينية” في الإمارات، ورشة عمل بعنوان “لقاء عابر للبحار: قصص التبادل الحضاري في المدينة المحرّمة”. وقد نُظّمت الفعالية في مدرستي حمدان بن زايد وياس في أبوظبي، حيث قدمت لأكثر من 100 طالب رحلة حضارية عبر الزمان والمكان، لاستكشاف رموز التبادل الثقافي الكامنة في المدينة المحرّمة من خلال تاريخ وصناعة السيراميك والساعات.

الخزف الأزرق والأبيض المُصدَّر إلى الخارج
في ورشة “الخزف الأزرق والأبيض المُصدَّر إلى الخارج”، تعلّم الطلاب تاريخ وفن صناعة الخزف الصيني، ثم قاموا بتصميم قطعهم الخاصة من الخزف التصديري. رسم بعضهم الزخارف الزرقاء والبيضاء التقليدية، وآخرون اختاروا دب الباندا الظريف. الطالبة مريم من الصف الحادي عشر بمدرسة حمدان كتبت “أنا أحب الصين” بثلاث لغات: الصينية والعربية والإنجليزية داخل نقوشها. أما الطالبة بشاير عمر، فقد رسمت زهرة لوتس زرقاء متفتحة في وسط الصحن، ثم انطلقت منها تنين مهيب، شاربيه مثل البرق، وقشوره تلمع بالأزرق الكوبالت، وكأن الرسم على وشك الطيران خارج الصحن محملاً بعطر اللوتس.


التبادل الثقافي عبر الساعات
كانت ورشة “التبادل الثقافي عبر الساعات” أكثر حيوية. قام الطلاب برسم أقراص الساعات، وتزيينها، وتركيب العقارب والبطاريات بأنفسهم، فجمعوا بين متعة العمل اليدوي وروح الابتكار. الطالب عمر أحمد من مدرسة ياس كان أول من أنجز ساعته، حيث رسم علمي الصين والإمارات جنبًا إلى جنب على القرص، وتتحرك عقارب الثواني وكأنها تصفق! قال بفخر: “هذه ساعة الصداقة!”. الطالب ذياب غالب عرض ساعته أيضًا قائلاً: “انظروا! طائرتي الكركي تُشير إلى الوقت!”. رسم طائر كركي أزرق وأبيض بأجنحة أنيقة وعينين تلمعان كلما تحركت العقارب، وكأنه يغمز لك من داخل الساعة! رسم طلاب آخرون ملاعب كرة، أو تنانين صينية، وتوالت الصيحات في الصف: “ساعتي الأجمل!”. في نهاية الورشة، قدّم الوزير الصيني زهاو ليانغ والسيدة فاطمة بستكي، مديرة مشروع “مائة مدرسة”، شهادات إتمام الدورة لكل طالب، مع أطيب التمنيات.


قدّم الدورة الباحثان كان هونغمين ولين ده تشي من متحف القصر الإمبراطوري، وامتزجت المحاضرات الثنائية اللغة (الصينية والإنجليزية) بالأنشطة التفاعلية الشيّقة. وعلى بُعد آلاف الأميال من الصين، أضاءت روعة حضارة المدينة المحرّمة قلوب الطلاب الإماراتيين، وأشعلت حماسهم للتعرّف على تاريخ وثقافة الصين.

