في الفترة من 19 إلى 21 مايو، أقامت سفارة الصين لدى دولة الإمارات، والمركز الثقافي الصيني في الإمارات، ومركز التبادل الثقافي بين الصين والعالم، ومؤسسة بسّام فريحة للفنون في الإمارات، معرضاً وورشة عمل بعنوان “طَعم الطبيعة، لقاء مع الأزرق الصيني – توريث وتجديد فن الصباغة الزرقاء التقليدية الصينية” في أبوظبي. شارك أكثر من 120 من محبي الثقافة الصينية من الإمارات ومصر ولبنان والجزائر وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والهند وأستراليا والولايات المتحدة، في تجربة غامرة لفن الصباغة الزرقاء الصينية وثقافة العطور، واطلعوا على معروضات تمثل تقنيات “الطباعة الأربعة” التقليدية في الصين.
١. صباغة الربط في آننينغ
تحت إشراف يانغ تشنغ، أحد ورثة تقنية “الزخرفة بالربط” في منطقة آننينغ، أطلق المشاركون العنان لخيالهم في طي وربط القماش الأبيض بحرية، ثم غمروه في صبغة نباتية زرقاء. وبفضل تنوع أساليب الربط، ظهرت أنماط لا حصر لها مثل القلوب الرومانسية والأشكال الهندسية والنجوم المتناثرة. عبر الجميع عن سعادتهم بأعمالهم الإبداعية، حيث حملت كل قطعة بصمة دافئة وأفكاراً وتمنيات شخصية، وكانت فريدة من نوعها.

٢. قماش الطباعة الزرقاء
شرح هو ياوفي، حامل إرث تقنية طباعة القماش الأزرق، كيفية استخدام القوالب المثقبة والعجينة الواقية من الصباغة، بالإضافة إلى تقنيات الطباعة النباتية. جلب قماشاً أعده حرفيون صينيون مسبقاً—منقوشاً يدوياً ومغطى بعجينة مانعة للصبغ ومجففاً—إلى أبوظبي. استخدم الحضور الإماراتيون صبغة الأزرق النباتي لصباغة القماش، ثم أزالوا العجينة، ليظهر أمامهم قماش مزخرف أزرق يمثل تعاوناً بين الحرفيين الصينيين ومحبي الثقافة المحليين.

٣. الباتيك التقليدي لقومية مياو
قدّمت نينغ مانلي، خبيرة في فن الباتيك الخاص بقومية مياو، شرحاً عن هذه التقنية التقليدية القادمة من دنتشاي في مقاطعة قويتشو. رسمت النساء المحليات صوراً من الحياة اليومية مثل الأسماك والطيور والأزهار والجبال باستخدام سكاكين الشمع المُذاب. وبعد صباغتها بصبغة النيلي وإزالة الشمع، ظهرت نقوش مثل طائر الفينيق رمزاً للكرامة، والسمك رمزاً للرخاء. كل قطعة قماش عبّرت عن أمنيات نساء قويتشو بحياة أجمل. استمع الحاضرون لقصص “رسّامات قويتشو” بينما شاركوا في الرسم، فجمعت الأقمشة بين حكايات شعبية وفهم المشاركين الأجانب للثقافة الصينية. وغنت الأستاذة نينغ بأحاسيس أغنية “أنتظرك في قويتشو”، فملأت الورشة بدفء خاص.

٤. صناعة العطور التقليدية الصينية
قادت وانغ شياولي، وراثة فن صناعة العطور الصينية، الحضور في خياطة أكياس عطرية صغيرة على شكل “أرنب”. ملأ المشاركون الأكياس بخامات مثل العود، والقرنفل، والجذور الطبية، والزعفران الأحمر، مضافاً إليها نباتات مثل الميرمية، وزهر الخريف، والياسمين، واللافندر. حمل الضيوف أكياسهم العطرية بفخر، تنبعث منها روائح دافئة، بينما استمعوا إلى قصص وانغ عن ثقافة العطور الصينية التقليدية، وفكروا في الشخص المميز الذي يستحق تلقي هذه الهدية اليدوية.

كل قطعة من قماش الصباغة الزرقاء الطبيعية المتنوعة، وكل كيس عطري صيني غني بالعطر، جسدت مشاعر المشاركين الأجانب وحرفية الورثة الصينيين. خلال ثلاثة أيام فقط، وصلت ثقافة الصباغة الزرقاء والعطور الصينية—كمكونات من التراث الثقافي غير المادي للصين—إلى قلوب الأصدقاء من مختلف دول العالم المقيمين في الإمارات.



